الأمام الحسين (عليه السلام) قائد الإصلاح الأول

08:28 - 2025-08-21
حسين علي الحمداني

الداعي نيوز / مقالات

أثبت الأمام الحسين (عليه السلام) إن التاريخ يكتبه الشهداء الذين ضحوا من أجل قيم عليا ومبادئ سامية، فليس هنالك أعلى وأسمى من إصلاح الدين الإسلامي الذي بدأ البعض يسير به وفق أهواءه ويؤسس لدين  يختلف جذريا عن الذي يعرفه المسلمين.
لهذا كانت واقعة الطف في أرض كربلاء منازلة بين الحق والباطل،بين الإسلام المحمدي الحق وبين من يريد التستر بالدين لتحقيق مآرب شخصية وتكرس الهيمنة على مقاليد الإسلام والمسلمين بأيدي ناس لا يفقهون من الإسلام شيئا وقد اتخذوا منه وسيلة لفرض السلطة بالقوة وطلب البيعة بذات السياق.
لهذا وجدنا إن الهدف الأول والرئيسي من ثورة ألأمام الحسين (عليه السلام) هي طلب الإصلاح في أمة جده رسول الله ( صل الله عليه وآله وسلم) هذا الإصلاح لم يكن بالشيء السهل واليسير كما يتصور البعض ،بقدر ما إنه يحتاج لرجل بمستوى الأمام الحسين (عليه السلام) كي يتصدى لهذه المهمة الكبيرة وبالتالي فإن خروجه (عليه السلام) مع آل بيته وخاصيته من المدينة المنورة إلى العراق لم يكن من أجل معركة بقدر ما كان الهدف ثورة إصلاحية تعيد لمن فقد البوصلة طريقه وتصحح مسارات الدين الإسلامي الحنيف، لهذا هي ثورة بكل المقاييس ولا يمكن أن تكون معركة إلا من وجهة نظر يزيد ومن معه من طلاب الحكم والدنيا.
من هنا نجد إن واقعة كربلاء هي إمتداد للرسالة الإسلامية ومرحلة مهمة من مراحلها، فإذا كان الإسلام في زمن الرسول الكريم محمد ( صل الله عليه وآله وسلم) قد مر بمرحلتين السرية والعلنية فإن المرحلة الثالثة هي مرحلة الإصلاح التي نادى بها سبط الرسول عليه الصلاة والسلام وبالتالي عملية الإصلاح هذه تحتاج لرجل من نوع خاص بمواصفات خاصة نجدها متوفرة في شخصية الأمام الحسين (عليه السلام) ومن معه من رجال على قلتهم كانوا قدوة مستمرة عبر التاريخ.
ولم تكن واقعة الطف محصورة في العاشر من محرم عام 61 للهجرة بل هي ممتدة ومتواصلة ليومنا هذا وحتى يرث الله الأرض فهي خالدة لعدة أسباب، اولها لأنها شكلت منعطف كبير في تاريخ الإسلام ومهدت الطريق للكثير من الثورات التي إستهدفت الظلم والظالمين والطغاة، ثانيا إن قائدها هو سبط الرسول الكريم الذي قيل فيه من قبل جده عليه الصلاة والسلام من الأحاديث ما يجعل كل خطوة يخطوها مباركة من الله ورسوله ، الجانب الثالث يكمن في إن هذه الواقعة رفعت الكثير من الحجب التي حاول بني أمية إخفاءها عن المسلمين خاصة في الشام واسقطت ما يمكن تسميته (بإعلام السلطة ) آنذاك  الذين حاول تصوير الأمام ومن معه على إنهم من الخارجين عن الدين الإسلامي .
والجانب الرابع يتمثل بالشجاعة والتضحية التي أتسم بها الأمام عليه السلام وآل بيته ومن معه من الرجال الذين ظلت سيرتهم خالدة مدى الدهر تتداولها الأجيال على مر الزمن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين