منارات ربانية

الشكوة

9242 مشاهدة
01:11 - 2021-06-26
ثقافة عامة

الداعي نيوز / ثقافة عامة

الشكوة او شجــوة و بالكردي "مــةشكـه" من الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في فصل اللبن والزبدة من الحليب "الشكوة" والذي يسمى بالعربي حينئذ بالـ (روبة-شنينة - حليب منزوع الدسم) و بالكردي (دو) , والشكوة عبارة عن وعاء مصنوع من جلود بعض الحيوانات، ويتم وضع الحليب سواء من البقر أو الغنم به، ثم يتم هز هذه الشكوة على الركبة لفترة غير قليلة، وفي العادة يقوم بهذا العمل النساء.


وفي بعض المناطق يعلق بواسطة الخيول على أعواد خشبية، وبعد ذلك يتم تفريع ما بداخل الشكوة في قدر خاص فتكون الزبدة طافية على اللبن، ويتم جمعها باليد ونقلها في وعاء آخر، هي قربة مصنوعة من جلد الماعز لصناعة اللبن من حليب الماعز .
ويطلق عليها في بعض الدول اسم (سعن ) او شجوة

طريقة صناعتها
تسلخ ذبيحة الماعز بطريقة خاصة من رقبتها فقط . ثم تملأ "بـ عوين الفرن "وهو الرماد المتبقي من حطب الفرن الطيني . ويضاف معه الملح و قليل من الماء . ثم تترك لمدة 15 يوم يتساقط خلالها شعر الشكوه كله . ثم تنظف من الخارج
قبل ان تقلب فيصبح الجلد الذي كان يحتوي علي الشعر في الداخل والجلد الباطني في الخارج
. ثم توضع في أناء كبير خاص بعملية الدبغ . ويضاف إليها " القريض " وهو عشب شائع ينتمي إلى زهرة الربيع (الفصيلة المركبة). وتترك خمسة أيام علي الغالب .. ثم تربط أرجلها بعقدة خاصة وتخيط رقبتها وتترك فيها فتحة واحدة صغيرة.

طريقة الاستخدام
يوضع الحليب في الشكوه من خلال الفتحة الوحيدة المتبقية فيها ثم تربط . وتلف في " شليف " وهو غطاء مصنوع من الصوف .
ثم توضع في المساء مكان موقد النار او ( الكانون ) وهو عبارة عن حفرة صغيرة امام (بيت العرب ) توقد فيها نار الطبخ .. بعد ان تخمد نارها ويزال بقايا رمادها . والهدف من ذلك التماس الدفء للحليب لليلة كاملة .

في الصباح
ترفع عن موضع الموقد بعد ان يتخمر الحليب ويروب . يضاف علي الحليب الرايب بعض الملح وقليل من الماء البارد لحفظ سيولة الرايب كي لا " يتقرض " او يتماسك بعضه .
ثم تبدأ عجوز البيت (بالخض )
وهي عمليه رج الشكوة وارجحتها بين يديها وركبتيها في موضع جلوس التربع . وتستمر هذه العملية لساعة أو أكثر
ثم تقوم بعملية (قلع الزبدة ) حيث تقوم بالطرق علي جوانب الشكوه بطريقة خاصة كي تخرج الزبدة منها .
واخيرا يضاف القليل من الحلبة المطحونة علي اللبن الموجود في الشكوة لتعزيز النكهة .
يشرب من اللبن طوال اليوم .. والمتبقى منه يستخرج من الشكوه
ويصب في ( المالح )
وهي قربة تشبه الشكوه في الصنع غير انها مصنوعة من جلد الضأن وليس الماعز .
حيث يضاف الي اللبن المصبوب فيها بعض الملح ويتحول بعد يوم لسائل متماسك بعض الشئ .
يستخرج هذا السائل ويوضع في كيس قماشي مصنوع من ( قماش البيسة ) وهو قماش ابيض دائما ما يوضع فيه الدقيق.
ثم يعلق ويبدأ المالح بعملية تقطير السوائل الا ان يتخلص منها كلها ويصبح جبن .
اما الزبدة فتوضع في (الصليخ )
وهو قربة تشبة الشكوه غير انه لا يقلوما بقي هو اللبن الذي يشرب أو يستخدم في الطبخ لبعض الأكلات الشعبية.

اختيار المحررين