منارات ربانية

علم الآثار وقصص الأنبياء

32 مشاهدة
08:36 - 2025-06-10
إضاءات ربانية

رغم التطور العلمي والتقني في بحوث العلم الاركيولوجي الا ان العلماء المختصين لم يجدوا اي دليل اثري على وجود الانبياء المذكورين في الكتب المقدسة عليهم الصلاة و السلام رغم وجود قصص في الادب القديم في ملاحم ذكرت الطوفان مثلا و القحط وغيرها من الاحداث التي تشبه الاحداث التي ذكرت في الكتب المقدسة . 

وكانت هذه النتائج وبمقارنتها مع ما جاء بالموروث الديني للاديان السماوية وما اتضح فيه بان الانبياء في قصصهم كأنهم محور احداث العالم القديم ، مدعاة لاستغراب الباحثين . فما تشير له عداوة ابليس لادم عليه السلام كانت قصة الوجود في زمنه وقصة نوح عليه السلام كانت الشغل الشاغل للعالم وكذلك ابراهيم عليه السلام  وموسى عليه السلام وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم والانبياء الاخرين الذين ذكروا في الكتب المقدسة والذين لم يذكروا ايضا وعددهم في الاخبار الموروثة مائة و اربع وعشرون الف نبي . فكيف يمكن ان لا نجد اثرا ماديا واقعيا لهذا العدد الهائل من الانبياء والاولياء عليهم السلام ..؟ ولايوجد لحد الآن جواب مقنع يستطيع المرء اعتماده وفق معطيات الحاضر .

فالبشر اصبح عددهم زهاء ٨ مليارات انسان واكثرهم يؤمنون بالانبياء والاولياء عليهم السلام ويعتبرونهم محور الحقيقة واصلها حسب ما ورثوا من اخبار وقصص مقدسة .

ولكن وللاسف نحن لا نستطيع ان نواجه انفسنا ونبحث وسط حيرة العقل عن اسباب اختفاء الاثر المادي للفترات المتلاحقة للرسل . واذا حاولنا ان نفكر فيه سنكون نشازا او مجانين او ربما خارجين عن هذه الملة او تلك . والحقيقة هي ان من حق كل انسان معرفة سبب هذا التناقض . فمن تدور حوله احداث الزمن هو اولى باخبار التاريخ وادلتها حسب المنطق الحسي الذي به نريد ان نثبت ان الرسل عليهم الصلاة والسلام وقصصهم لم تكن محور الحدث الدنياوي وانما هي محور الحدث الالهي وهذا الحدث نوعي وليس كمي وهذا ما يثبته القران الكريم بايات عديدة تشير الى ان الكثرة لم تؤمن بالله وانما قليل من العباد هم من صاحب نوح عليه السلام وقليل اتبع ابراهيم عليه السلام ولم يتجاوز عدد المخلصين سبعين رجلا في زمن موسى عليه السلام وكذا حواريي عيس عليه السلام وحتى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ورث نوره من سلالته الائمة عليهم السلام ومنهم الحسين عليه السلام الذي لم يصاحبه الا سبعين ونيف . 

ورغم ما جاءتنا منهم من اثار مادية من عصورهم الا انها لا تثبت الحقيقة التي حملوها فصور الادلة تتغير تبعا لمذهب الناقل كما وان هناك بعض الاراء التي تنفي بعض الاحداث نذكر منها على سبيل المثال قول اليهود بأنه ليس في تاريخهم وجود لاسلافهم في المدينة المنورة وهذا غير الذي جاءنا  من خلال الموروث النقلي . 

ان القصد من ذكر هكذا أمثلة هو لاثبات الاختلاف وتاكيد وجود تغطية اعلامية على الحقيقة الالهية التي لم يذكرها مؤرخو الامم والحضارات لقلة اتباعها والمجموعات التي مثلتها وهذا ممكن ان نستفيد منه لايجاد الواقع الحقيقي لهذا الخط السماوي الذي نحتاجه لمعرفة حقيقة وجودنا ومآلنا قبل ان يفتك بنا الزمن او نفتك نحن بانفسنا بالحروب والفتن ..

اختيار المحررين