منارات ربانية

الحنفي ..انجز اكثر من اربعين مؤلفا في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية

351 مشاهدة
08:04 - 2023-05-08
ثقافة عامة

الداعي نيوز/ ثقافة عامة

تقرير/ علي ناصر الكناني 

- في لقاء خاص مع عقيلة  الشيخ جلال الحنفي ذاكرة بغداد التراثية الشيخة منيبة زينل وهي تستذكر ملامح  واسرار في حياته..
- الحنفي ..انجز اكثر من اربعين مؤلفا في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية.
- ما حكاية المعجم الصيني الذي أتلفته مياه البحر..!!

 الشيخ جلال الحنفي 

في بدايات شهر آذار عام 2006  وقبل سبعة عشر عاما غادرنا إلى بارئه سبحانه واحدا من ابرز رواد الفكر والتراث البغدادي الأصيل وعلما من أعلامه المرموقين هو الباحث الفولكلوري الشيخ جلال الحنفي البغدادي عن عمر تجاوز التسعين عاما , وكان أخر ما كتبه بخطه قبل ساعتين من رحيله الأبدي هي تلك الأبيات القلائل من شعره إذ راح يجود بأنفاسه الأخيرة وهو يرددها مع نفسه فيما راح جسده النحيل المسجى على فراشه الموت ينوء بحمل تلك الروح التي بدت وكأنها تحاول جاهدة إن تمسك بالقلم لتخط أخر الكلمات التي شاء القدر أن تكون حواريته الأخيرة ومن يدري لو امتد به العمر قليلا لكانت تلك الأبيات القلائل مشروع قصيدة عصماء لشاعر خبر بحور الشعر والأدب منذ طفولته حيث قال فيها : 
فيم لم تغمض هنالك عيني 
                       يوم إن طال الليل أذانا صاح
       ما عسى إن تقول عين 
                       إذا ما امتنعت عن منامها للصباح 
كنت عند النهار أشكو سقاما 
                       زاد فيه الآلام من ارتياحي  
قبل سنوات كنت والزميل عادل العرداوي في زيارة خاصة لعائله صديقنا المشترك الباحث التراثي الرائد الشيخ جلال الحنفي البغدادي (رحمه الله) تلبية لدعوة كريمة من نجله الزميل (واعيه) . وفي دار ألعائله الكريمة استقبلتنا ألشيخه "منيبه زينل" عقيلة الشيخ الحنفي مرحبة بنا ومعربة عن سعادتها الغامرة بهذه الزيارة التي حاولنا إن نستذكر سوية جوانب أثيرة من سيرة الراحل الجليل ومآثره ألطيبة التي عرف بها وترك صداها وقعا وأثرا في نفوس وقلوب تلامذته وأصدقاءه ومحبيه ممن عاصروه وعرفوه عن كثب .
ولكن لنتعرف أولا على جوانب وملامح من سيرة هذه المر أه الوفية التي استطاعت بدأبها وصبرها من الحفاظ على تلك الثروة الأدبية والتراثية الضخمة من أرشيفه وكتاباته ألمعرفية في مختلف جوانب الحياة عبر مؤلفاته العديدة وكتاباته المتفردة في الصحف والمجلات ألمحلية والعربية وعلى مدى سنوات طوال... عاصر خلالها عددا من الشخصيات الفكرية والمعرفية البارزة من إعلام العراق فيما تتلمذ على يديه الكثير من طلبة العلم والأدب ليس في العراق فحسب بل في دول أخرى كالصين ومصر  وسوريا وغيرهما مثل ما تتلمذ هو على يد أساتذة وعباقرة الفكر والمعرفة من رواد العلم والأدب من الأعلام الكبار 
تقول ألشيخه (منيبه زينل) وهي تحدثنا عن نشأتها وتعلمها وعن بدايات لقاءها الأول مع الشيخ الحنفي الذي صار زوجا لها وأبا لابناءها الخمسة لبيد و عقيل وواعية وداعية وعروض . 
من كركوك إلى الصين !!
ولدت في اربيل عام 1949 عندما كان والدي في أحدى الوحدات ألعسكرية ألعامة هناك .

الشيخة منيبه زينل عقيلة الشيخ جلال مع الصحفي علي ناصر الكناني

ثم انتقلنا بعدها للعيش والسكن في مدينه كركوك التي أمضيت فيها معظم سنوات عمري الأولى مع والدي الذي عمل صفارا في سوق الصفا فير الموجود في كركوك . وأكملت دراستي الابتدائية فيها وقبل إن أكمل دراستي المتوسطه في الستينيات اضطررت لترك الدراسة لأسباب وظروف خاصة اعتذر عن ذكرها ولازمت المنزل حينها حتى بلغت التاسعة عشرة من العمر تقريبا . 
إما عن بداية تعرفي بالشيخ جلال فكانت عن طريق زوج عمتي الذي كان يعمل صحفيا أيضا والذي هو في نفس الوقت  خال الشيخ ويدعى عباس الزبيدي كان يومها الشيخ جلال مقيما في الصين بحكم عمله هناك كمدرس للغة العربية وعند مجيئه إلى سوريا عام 1968 حين هزه مشهدا لامرأة تقدم الشاي لزوجها كانا يجلسان في ألشرفة المطلة على الفندق الذي كان يقطن فيه فقال له زوج عمتي : لماذا لا تتزوج وتستقر يا شيخ جلال فراقت له الفكرة وطلب منه إن يبحث له عن زوجه مناسبة فبعث له صورتي لأنه لم يراني سابقا فوافق على الزواج وأنا أيضا لم أعارض بعد إن اخبروني بأنه رجل مثقف وله مؤلفات وينشر مقالاته في الصحف والمجلات وقد ظل يحتفظ بصورتي لأخر لحظة من حياته حيث عثرنا عليها بعد وفاته في خزانة مكتبه , وقال لي مرة ممازحا هل تعلمين أن حكاية المرآة والشاي التي حصلت إمامي في سوريا هي التي شجعتني على الزواج. 

الصحفي علي ناصر الكناني يحاور الحنفي في الثمانينيات

وتواصل ألشيخه ( أم لبيد) حديثها لتروي لنا حكاية زواجها من الشيخ وسفرها إلى الصين قائله: 
- بعد إن تم الزواج في سوريا ذهبنا إلى الصين حيث يقيم هناك منذ عام /1966 كونه مدرسا للغة العربية في جامعه بكين ويعرفه الكثير من الطلبة الصينيين وبقيت هناك لمدة سنة ونصف تقريبا تعلمت خلالها اللغة الصينية التي كنت أجيدها أكثر من الشيخ نفسه وتعرفت على العديد من العوائل الصينية وتعلمت الكثير من الأكلات الصينية التي تعودوا على تناولها .

الشيخ الحنفي في الصين

اختيار المحررين