منارات ربانية

اعمال ولوحات فنيه تحاكي التراث بلغة الخشب

1781 مشاهدة
06:36 - 2022-04-28
ثقافة عامة


الداعي نيوز/ ثقافة عامة

بغداد/ علي ناصر الكناني

*البداية لاكتشاف موهبته...
- منذ صباه كان مولعاً بفن الرسم وعمل المجسمات الصغيرة من الخشب و بشكل لافت ما جعله متفوقاً في رسوماته على اقرانه من زملائه في المرحلتين الابتدائيةوالمتوسطة، وقد حفز  ذلك اساتذته الى تشجيعه وتقديم الدعم له لصقل موهبته وتطويرها ، 
ولعل اشتغاله في مهنة النجارة مع استاذه ومعلمه الاول النقاش محمود الفخري  قد اضاف له الكثير كما يقول عنه الفنان  المبدع  ابراهيم  علي النقاش تولد بغداد  عام 1952 انه كان له الفضل الكبير في تشجيعه وتعليمه  اصول  واسرار فن الحفر والنقش  على الخشب في بداية مسيرته الفنية حيث كانت  مع النقش على الابواب والكراسي المستخدمه كاثاث منزلية ، إلا إن ابراهيم  استطاع بموهبته وذكائه ان ينحى بفن الحفر والنقش على الخشب منحاً اخر باتجاه عمل  اللوحات الفنية للمعالم التراثية ، وخاصة البيوت البغدادية  والاسواق ذات الطابع التراثي العريق.... 
.ورشة لتدريب وتعليم العشرات من الشباب من كلا الجنسين.. 
- تمتد معرفتي بالصديق  الفنان ابراهيم علي  النقاش  الى سنوات الصبا  حيث كنا نسكن ضمن محلة صغيرة في منطقة الكرخ عرفت ببيوتها القديمة التي ازدانت واجهاتها بالشناشيل والطراز المعماري الفريد وتميزت بعاداتها وتقاليدها الشعبية الاصيلة.. فربما كل تلك الاجواء التي عاشها  ابراهيم قد سحرته ودفعته  باتجاه اختياره هواية فن النقش والحفر على الخشب ..وبحكم تلك الصداقة والعلاقة الوطيدة التي امتد عمرها الزمني لسنوات طوال كنت ازوره بين فترة واخرى في مشغله المتواضع في شارع المفيد بمدينة الكاظمية لاطلع على كل ماهو جديد من اعماله ولوحاته الابداعية الرائعة الى جانب عمله في ورشته التعليمية ومعرضه الدائم ضمن الصحن الكاظمي المطهر ولحرصه الشديد على نقل خبرته الطويلة  واسرار هذا الفن الى عدد من تلاميذه ماجعله يتخذ من ورشته معهدا لتدريب العشرات من الشباب والشابات بل وحتى الفتيان بالحفر على الخشب حتى صار بعضهم فيما بعد ممن يعتمد عليهم في انجاز اعمال كبيرة في هذا المجال..  
*الخشب يبوح باسرار لوحاته
-خطر في بالي ان اسال ابا رياض  ( الفنان ابراهيم النقاش ) عن سبب اختياره للخشب كمادة اساسية لانجاز لوحاته الفنية واي الأنواع الأفضل لانجاز هذه الاعمال فاجاب قائلا:-  
- ان استخدامي للخشب بمختلف انواعه  يعود الى ان هذه المادة كانت تستهويني منذ مراحل الصبا عندما كنت اقوم بمحاولات بسيطة وعفوية لصنع اشكال وتكوينات لا تخلو من حس جمالي وتنم عن تمتعي بموهبة فطرية ولعل صعوبة التعامل مع الخشب كمادة صلبة كان سببا اخر في اختياري لها لتجسيد موضوعات فلكلورية وتراثية اضافة الى موضوعات اخرى تتحدث عن الحداثة والمعاصرة باستخدامي لرموز واشكال ذات دلالات رمزية ومعبرة عبر مشاهداتنا اليومية والحياتية اما بخصوص افضل انواع الخشب التي استخدمها في عملي فهي الساج والبلوط والسبب هو ملاءمتها لمناخ العراق ولاحتوائها على موا دهنية لا تقترب منها  الحشرات الضارة وخاصة حشرة الارضة اضافة الى لونها المميز الذي يضفي على العمل الفني رونقا وجمالية . 
* وماذا  عن المعارض الفنية الشخصية التي أقمتها والتي شاركت فيها داخل العراق وخارجه؟ وكم أنجزت تقريباً من أعمال ولوحات خلال مسيرتك الفنية التي عرفنا أنها تمتد لاربعة عقود من الزمان؟ 
- كانت حصيلة المعارض التي شاركت فيها أكثر من عشرين معرضاً مابين شخصي ومشاركة ضمن معارض أخرى منذ عام 1987 ولحد الآن وخلال مناسبات مختلفة أمّا على صعيد المشاركة خارج البلاد فقد شاركت في العديد من المعارض التي من بينها معرض أقيم في فرنسا عام 1998 ومعرض آخر أقيم في لندن وكذلك في فنزويلا (كراكاس) عام 2000 إضافة إلى معارض أخرى أقيمت في الأردن وايران وتركيا وهولندا.وغيرها من الدول.. اضافة المعارض المحلية في بغداد والمحافظات.. لافتا الى ان عدد اعماله النحتية قد بلغ مايقرب من (٦٣٠)لوحة وبمختلف القياسات .. وقد نالت جميع هذه الاعمال واللوحات على الكثير من الإعجاب والقبول لدى الجميع. ولكن مازالت إحدى أمنياتي (والحديث للفنان النقاش) هي أن يرى العالم الآن من جديد أعمالنا الفنية من خلال دعوات فنية توجه لنا ولكل الفنانين العراقيين عموماً ..
*ظرف استثنائي واعمال مميزة
-ومن الجدير بالذكر هنا إن الفنان إبراهيم النقاش يتواصل حاليا على الرغم من الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة الحظر الصحي بسبب فايروس كورونا  لاكمال استعداداته لإقامة معرضه الشخصي الذي سيضم مجموعة من الأعمال النحتية الجديدة التي تناولت موضوعاتها مختلف مناحي الحياة التراثية والاجتماعية في بغداد والمحافظات.

اختيار المحررين