أقمار كثيرة... وقلوب تائهة

08:53 - 2025-06-10
ثقافة عامة
كثيرة هي القصائد التي تغنّت بالقمر، تصفه بشاعرية آسرة، وتُظهر كيف أن القلوب مأخوذة بجماله، والأنظار مشدودة إليه. وكثيرة أيضًا الدراسات العلمية التي تناولته: ضوءه، سرعته، شكله... فقد كان وما يزال آية من آيات الله التي تجذب الفطرة نحوها، مهما كان عقل المتلقي وكيفما كانت روحه.
في الحقيقة لقد صار القمر رمزًا ، له ضوءه ، وله منازله لانه يسير في مسارٍ محددٍ، ويخضع لقوانين الجاذبية التي ضبطه الله بها. لكنه ما ان يخرج عن مساره، ويتمرد على قوانينه، فلن يعود سوى حجرٍ تائه في فضاءٍ لا يرحم.
ان هذا المسار نفسه، هو الطبيعة الفطرية، الحتمية، التي خُلق عليها كل مخلوق. فمتى ما تمرّد الإنسان على فطرته، خرج عن ذاته، وضاع عن حقيقته، وتحوّل إلى كائن متخبّط، يتيه في ظلمات الضياع والعذاب.
إن مسار كل شيء ـ من مبدئه إلى غايته ـ هو مسار واحد، لا انفصام فيه، تُراعى فيه الوسائل التي تتناسب مع أصله ومصيره. ومبدؤنا نحن، هو فطرة الله التي فطر الناس عليها، وغايتنا أن نكون خلفاءه في أرضه. ووسائلنا إلى ذلك هي من عنده: تربية، إمامة، وحي، ورسالة.
لكنّ كثيرًا من الناس، وهم في "دار الإنظار "، قد أضاعوا هذا الطريق وخرجوا عن قوانين الفطرة، فانقطعت صلتهم بالهوية الحقيقية، وأصبحوا كائنات مشوّهة بعدما خلقوا ليكونوا متألهين، مثاليين.
لذا، فإن العودة لا تكون إلا بالرجوع إلى الأصل، إلى الفطرة، إلى المسار الإلهي. حينها فقط، يعود الإنسان كما أراده الله: قمرًا منيرًا أو شمسًا مضيئة في سماء الحياة الإلهية.
آخر أخبار
-
ريان آيت نوري يعبر عن سعادته لانضمامه لصفوف السيتي
05:20 - 2025-06-11
دولي -
الليلة.. سماء العراق تشهد ظاهرة فلكية نادرة
05:17 - 2025-06-11
محلي -
الأمم المتحدة تؤشر انخفاضاً بمعدل الولادات في جميع أنحاء العالم
05:10 - 2025-06-11
دولي -
تعرف على تفاصيل الملحق الاسيوي المؤهل لكأس العالم 2026
03:46 - 2025-06-11
دولي