الحقيقة والخديعة .. قراءة في وعي مختطف

10:55 - 2025-08-27
نصير العبودي

الداعي نيوز / مقالات

في تاريخ الأديان كثيرا ما نسبت القداسة الى رموز اصطفاها الله لهداية البشر لكن ما إن غفل الناس عن جوهر هذه الرموز حتى تسللت الأيدي الخفية لتحول الهداية إلى سلطة والإيمان الى وسيلة للهيمنة ..
لقد قال اليهود عزير ابن الله وقال النصارى المسيح ابن الله لم تكن هذه العبارات تعبيرا عن حب خالص لله أو أنبيائه بل كانت تحريفا للفكرة الأصل واستغلالا للعاطفة الدينية لتأليه البشر واحتكار طريق الخلاص وما كان تأليه عيسى أو عزير إلا تمهيدا لتشكيل سلطات دينية متعالية تنصب نفسها نيابة عن السماء وتفرض سلطانها على الأرض باسم الإله ..
واليوم نسمع من يقول المهدي منا هذه الجملة في ظاهرها تعبير عن الانتماء لكنها في باطنها أصبحت في كثير من السياقات سلعة سياسية تستثمر في خداع العقل الجمعي وتستخدم لتبرير صعود الطغاة وتمهيد الطريق لحركات تتاجر بالانتظار لتصنع اليأس أو الولاء الأعمى ..
إن قضية المهدي عليه السلام ليست مشروعا نسبيا ولا شعار حزب بل هي قضية وعي وهداية إلهية تهدف إلى إعادة الإنسان إلى فطرته وإحياء العقل ليبصر طريق العدل والحرية ولكن حين تتحول هذه الفكرة إلى شعار في يد طاغية أو دجال تفرغ من معناها وتستخدم كعصا تلوح بها الجماعات على رؤوس المخالفين أو كحلم معلق لتخدير المظلومين واقناعهم أن لا حاجة إلى الإصلاح ما دام المهدي قادما .
كما استغل ابن الله لصناعة الكنيسة السلطوية يستغل اليوم ابننا المهدي لصناعة ولاءات عمياء وصراعات مذهبية وتمكين لحكومات تتستر بلباس الدين ..
فالحقيقة الجلية ..
إن كل دعوة لا تهدف إلى تزكية النفس وتحرير العقل وإقامة العدل بين الناس فهي دعوة باطلة وإن تسترت باسمى الرموز وكل من يستغل اسم المهدي دون أن يحمل صفاته في الصدق والعدل والرحمة فهو عدو لفكرته قبل أن يكون مناصرا له..

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين