باحثون يبتكرون طريقة لعلاج الألم دون الإضرار بالجسم

86 مشاهدة
03:40 - 2025-09-28
صحة

الداعي نيوز / متابعة 

طور فريق من الباحثين طريقة مبتكرة لحجب إشارات الألم عبر استهداف مستقبل محدد في الأعصاب، ما يبشّر بأدوية جديدة تخفف الألم دون التأثير على الالتهاب الطبيعي الضروري للشفاء.

ويستخدم العديد من الأشخاص مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لعلاج الصداع والتهاب المفاصل والالتواءات وآلام الدورة الشهرية، وأنواع أخرى من الألم. 

وتعمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على منع مستقبلات COX-1 وCOX-2، المسؤولة عن إنتاج "بروستاغلاندين"، وهي مركبات موجودة في معظم أنسجة الجسم وتلعب دورا أساسيا في توليد الالتهاب والألم.

ومع أن تقليل الالتهاب يخفف الألم، فإن الالتهاب بكميات محدودة ضروري لمساعدة الجسم على مكافحة العدوى والشفاء. لذلك، فإن هذه الأدوية لا تقلل الألم فحسب، بل تقلل أيضا الالتهاب الضروري، ما قد يبطئ التعافي ويسبب آثارا جانبية.

وفي الدراسة، ركز باحثو مركز نيويورك لانغون لأبحاث الألم على بروستاغلاندين E2 (PGE2) داخل خلايا Schwann، الموجودة في الجهاز العصبي المحيطي، وهو النظام الذي يربط الدماغ والحبل الشوكي ببقية الجسم. وتشير الأبحاث إلى أن خلايا Schwann تلعب دورا مهما في آلام الصداع النصفي.

ووجد الفريق أن PGE2 تعمل عبر أربعة مستقبلات مختلفة، وأن مستقبل EP2 هو المسؤول تحديدا عن إشارات الألم، بينما يؤثر مستقبل EP4 على الالتهاب. واستنادا إلى ذلك، استخدم الباحثون أدوية تجريبية على الفئران لاستهداف مستقبل EP2 فقط، ونجحوا في تخفيف الألم دون التأثير على الالتهاب.

وقال بيير أنجيلو جيبيتي، معد الدراسة والأستاذ المشارك في مركز نيويورك لأبحاث الألم: "الالتهاب يساعد الجسم على إصلاح الأنسجة واستعادة الوظائف الطبيعية. لذا، فإن منع الالتهاب بشكل كامل باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد يبطئ الشفاء ويعيد الألم. هدفنا كان فصل آلية الألم عن آلية الالتهاب، وهو ما حققناه".

وأظهرت نتائج الدراسة أن حجب مستقبل EP2 في خلايا Schwann أزال الألم المرتبط بـ"بروستاغلاندين"، بينما استمر الالتهاب الطبيعي، ما قد يمهد الطريق لعلاجات أكثر أمانا للألم المزمن.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف قد يقلل الاعتماد على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التي ترتبط آثارها الجانبية طويلة الأمد بمشكلات في الجهاز الهضمي والكلى.

وأوضح جيبيتي أن تقليل مستويات "بروستاغلاندين" بالكامل يضعف الطبقة المخاطية الواقية في المعدة، ما يجعل بطانتها أكثر عرضة للتلف بفعل الأحماض، ويقلل تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي والكلى، مؤثرا على وظيفتهما.

ولم يُكشف بعد عن أسماء الأدوية المستخدمة في الدراسة أو موعد توفرها لعامة الناس، لكن الباحثين اعتبروا أن مثبطات مستقبل EP2 الانتقائية تحمل وعدا كبيرا لعلاج الألم المزمن، خصوصا عند تطبيقها موضعيا.

اختيار المحررين