الداعي نيوز / متابعة 

يستعد وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور لإصدار تقرير رسمي خلال الأسابيع المقبلة، يشير إلى احتمال وجود علاقة بين استخدام عقار "تايلينول" (الاسم التجاري للباراسيتامول/أسيتامينوفين) أثناء الحمل وزيادة مخاطر إصابة الأطفال بالتوحد. وتثير هذه الخطوة جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والاقتصادية. 

وأفادت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن تقرير وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، المتوقع نشره هذا الشهر، سيشير إلى "انخفاض مستويات حمض الفوليك والأسيتامينوفين أثناء الحمل" كأسباب محتملة للتوحد. سلطت المصادر الضوء أيضًا على حمض الفولينيك، المعروف باسم ليوكوفورين، كعلاج محتمل لتخفيف أعراض التوحد لدى بعض المرضى.

انعكس الإعلان المرتقب على الأسواق المالية، حيث سجل سهم شركة "كينفيو" المالكة لعلامة "تايلينول" تراجعاً حاداً بنسبة 16% خلال التداولات، قبل أن يستقر على انخفاض يقارب 10%. يعكس ذلك حساسية المستثمرين لأي أخبار تتعلق بسلامة العقاقير واسعة الانتشار.

الجدل العلمي حول العلاقة المحتملة بين الباراسيتامول والتوحد ليس جديداً. أظهرت بعض الدراسات الصغيرة وجود ارتباط، بينما خلصت دراسات واسعة، بينها بحث سويدي شمل بيانات أكثر من 2.4 مليون طفل، إلى عدم وجود علاقة سببية واضحة. يرى خبراء أن العديد من الأبحاث السابقة تعاني من عوامل إرباك مثل الخلفية الجينية للأسر أو الظروف الصحية للأم أثناء الحمل.

تؤكد مؤسسات طبية بارزة، مثل الكلية الأميركية لأطباء النساء والتوليد أن استخدام "تايلينول" بجرعات معتدلة لا يزال يعتبر آمناً للحامل. تحذر هذه المؤسسات من أن الامتناع عن علاج الحمى أو الألم قد يعرّض الأم والجنين لمخاطر أكبر. ولفتت المؤسسات أيضًا إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تغير توصياتها حتى الآن بشأن الدواء.

دافعت شركة "كينفيو" عن سلامة منتجاتها، مشيرة إلى أن المحاكم الأميركية سبق أن رفضت دعاوى جماعية رفعها أهالٍ بدعوى وجود علاقة بين الدواء والتوحد، بسبب عدم كفاية الأدلة العلمية.

من المتوقع أن يشعل التقرير سجالاً جديداً بين صانعي القرار والأطباء والباحثين. ويأتي التقرير من وزير الصحة الأميركي وهو شخصية مثيرة للجدل ومعروفة بانتقاداتها لبعض السياسات الصحية التقليدية. بينما يترقب الجمهور النتيجة النهائية، يؤكد الإجماع العلمي حتى اللحظة أن "تايلينول" يظل خياراً علاجياً آمناً نسبياً أثناء الحمل، إذا استُخدم وفق الإرشادات الطبية.