دموع مع المطر

07:28 - 2023-02-13
حسن حنظل النصار


الداعي نيوز / مقالات 


فتحت النافذة هذا الصباح، كان الطقس شتائيا ، ملبدا بالغيوم ، لون السماء رصاصيا يميل الى  لون رمادي كأنه الدخان ، الريح  تعصف بالأشجار المائلة  نحو أسفل اقدامها تنحني تحت سطوة شتاء  قاس  طويل ..
كان المطر يهطل بغزارة  والريح تحرك به يمينا وشمالا، فيصدر صوتا كأنه النقر المستمر على آلة موسيقية  قديمة، صوت المطر يفزع الطيور التي تحوم حول بحيرة الماء، تبحث عن ملاذ  لها بين اعشاش الشجر المبلل، فتنبعث من بينهما رائحة  تعانق  رائحة أديم الأرض ..
 حول البحيرة  سرب من طيور النورس تطوف  مسرعة،   وتطلق زعيقا  في دورانها المستمر  ثم تنسحب من المكان، لتعود مرة أخرى  تتنافس في الحركة والدوران ..
هناك طائر غريب  يحط منكمشا  على جدار خشبي   للشرفة الخارجية،  لاينسجم مع الطيور الأخرى في حركتها ونشاطها، لونه المختلف ربما كان يمنعه من الدخول معها في  اللعب  والمزاح ..
نظرت اليه، كان حزينا  وقد اكتسا  وجهه في الحزن تماما ، عيناه كانتا تلمعان، تفحصتهما جيدا ، شاهدت ان شيئا ما يسيل منهما  أشبه بالدموع ..
عدت الى مكان جلوسي،  جلست منزويا ، سحبت الغطاء فوضعته فوق جسدي، ارتعشت قليلا من البرد ،  شعرت بألم يغوص في داخلي،  وضعت رأسي في حجري، صرت أشبه  ذلك الطائر الحزين الذي يقف على شرفة بيتي ، سكبت الدموع ، دموع الوحدة والفراق ..بين لحظة واخرى أرمي ببصري نحوه، اتلصص  بهدوء، مازال في مكانه يذرف الدموع  التي تجري  مع قطرات المطر  المنساب نحو الأرض .
 من بلاد الشتاء الطويل

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين