الحل غائب ام الناس غائبون عنه ؟

06:33 - 2022-11-18
صلاح السعدي

الداعي نيوز / مقالات 

ليس نوع من انواع التشاؤم ولا تشكيك بنوايا وقدرات المكلفين بمسك دفة الحكم في العراق بعد سنة من اجراء الانتخابات المبكرة وبتجاوز صريح لنصوص التوقيتات الدستورية  وانما هي قراءة واقعية يمكن الاستنتاج منها ان فرص التغيير ضئيلة ان لم نقل معدومة. 

فالعراق منذ قرون وليس عقود كما يرى الاغلب لم ير الاستقرار ولم ينعم شعبه بظروف حياة طبيعية وربما لا نحتاج الى اثبات لذلك وانما فقط بمراجعة سريعة لتاريخ العراق وليس من نشأته التي لم تخل من انقلابات الاكديين وسطوة الكوتيين وهجوم الكيشيين وغيرها من الاحداث واذا جاملنا وتجاوزنا ايضا مرحلة التاريخ الاسلامي في العراق رغم انه لم ينعم الشعب فيها الا بالفتن والرضوخ لاستسلامهم ولاستبداد الامويين والعباسيين وانما نجزم من عهد التتار وهجومهم على بغداد ظهرت المحن ووقع العراقيين بين فكي تيارين فكريين اولهما ديني لا يملك اهله للشعب الا الظن والتسويف والاخر لا ديني لم يستطع القيام بذاته ولم يكن خالصا في نهجه حيث انه متاثر تاثرا كبيرار بالنهج الاول نتيجة لمتبنيه الذين يعتبرون جزءا من مجتمع بنيت لبناته الاولى فوق الاعتقادات الظنية ونقصد بالمعتقدات الظنية تلك الافكار المتبناة لرضا الله اعتمادا على الرواية دون يقين حسي ممكن منطقا ومسند بالرسل الاولين الذين كانت دعوتهم اليه .

   فالمشكلة اذاً تكمن في رؤية المجتمع ومنه الطبقة السياسية لمعنى الحكم ومبادئ صراعهم عليه وغايتهم من تسنمه وقد توضحت هذه الرؤية بانتشار الفساد والارهاب وربما لم يتضح ذلك بصورة واضحة عبر التاريخ كما توضح في هذه الفترة التي حاصص متبنو الدين الموروث مناصب الحكم فيه فظهرا بقيم عليا لتحصنهما بدستور كتب وفصل من اجلهم رغم انه لابد من وجوده كضرورة مرجعية لتشريع القوانين واصدار احكامها ومع ذلك فهم اول من تجاوزه لتطبعهم على تجاوز الدستور الاصل  الذي انزله الله بفطرة كل انسان ويحكمه به كونه مادة تربية نفسه لبلوغ حاجتها الفطرية بالبقاء والخلود وهذا ما يجعل الانسان صالحا في  سيره بمقامات الحياة  وبنفس الوقت سيجعله يعكس هذا الصلاح عملا صالحا يجعل من الحياة مليئة بالقسط والعدل .

فما يمر به الشعب محنة عظيمة في ظل تبني نفس النهج الذي سبب الفساد من اجل الاصلاح وهذا يفسر لنا فشل الحكومات المتعاقبة وجميعها يحمل نفس الشعارات ضد الفساد والارهاب ولتنتهي دون ان توقف نموهما حتى اصبحا غولين عظيمين ارهقا كاهل الناس وهم مخدرون بشقي الافكار الظنية والوهمية ليبقوا تحت العناء وفقدان الامل في الخلاص .

خصوصا وان الفكر الوسط الذي يحرر الانسان من ثقل الظنون والاوهام المسببة لتسممه برذائل الصفات مغيب ومحارب صوته رغم وجوده الدائم القائم لانه يمثل فعل الله ويده الممدودة لاعانة الناس على دنياهم اذا كانت ارادتهم فيها واخراهم التي هي اختصاصه الحقيقي والله تعالى واجد بذاته وموجود بفعله فمن المحتم اذا تجلى وتجسد فعله بمن ملك نوره وخلص لعبادته ومن اتبعه ومثل هؤلاء لايستعجلون الناس ولا يكرهوهم على ما يجهلون .

 لكنهم بنفس الوقت هم اصحاب الفكر الوسط الذي اختاره الله لهم وللناس كحل حقيقي وجذري لكل مشاكلهم ومعاناتهم ً لذلك يتاكد لنا الحكم باحتمالية عجز الحكومة الحالية عن حل ازمة تقديم الخدمات المطلوب في جميع القطاعات للنهوض بالواقع الخدمي الى مستويات مقبولة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين