بطلنا من العنب نريد سلتنا

07:43 - 2022-09-19
هادي جلو

الداعي نيوز / مقالات

سنوات طوال مرت والعراقيون ينتظرون مالايأتي، أو قد يأتي، وقد تغير الزمان والظروف والمعطيات والوجوه وحينها لايلتذ أحد من الذين عاشوا زمن المحن والعذابات بما يأتي، وتكون لذته لمن يأتي من بعدهم من اجيال جديدة، وعلى قاعدة إننا لانريد لانفسنا شيئا فقد يأسنا، ولكننا نريد لمن يأتي من بعدنا أن يعيش حياة طيبة هانئة خالية من صور المنغصات التي طبعت حياة اجيال وأجيال عانت ويلات الحروب والحصارات، وأنظمة الحكم المستبدة والفاشلة التي إستمرأت سياسة التدجين والتخويف، وتحويل الشعوب الى قطعان تأتمر بأوامر من لفظتهم الحياة من الأشرار، ولكنها سلطتهم على الرقاب ليتنعموا قليلا، ثم هم الى زوال وإندحار وعدم.
     يحرم الشعب العراقي من الخدمات الطبيعية، ويدور الحديث على مدار الساعة عن الكهرباء بوصفها شريان الحياة، بل وكأنها الماء الزلال. فالبلدان المحرومة من نعمة المياه العذبة والأنهار والبحيرات والعيون لجأت الى البحر، لاللسباحة والسياحة، بل لإنتاج المياه العذبة، وإستخلاصها من المياه المالحة، بل وصارت تنتج منها الكهرباء والمواد الملحية، إضافة الى الماء العذب الرائق الذي تحتاجه شعوب تلك البلدان الفقيرة لمصادر المياه الصالحة للشرب.
     هناك أشكال من الحرمان يعانيه العراقيون، فالخدمات الصحية رديئة، والتعليم متدن، وقطاع الخدمات التربوية متراجع، والطرق سيئة، بينما شبكات نقل المياه والصرف الصحي فغير صالحة، والتعامل الوظيفي مع المواطنين لايحتمل في دوائر الدولة المرتشية، وحتى شهادات الماجستير والدكتوراه لم تعد تكتب من طلابها، بل بأيدي آخرين، وماعلى طالب الدراسات العليا سوى أن يدفع مبلغا من المال لمن يكتب له رسالته، وعليه أن يحضر المناقشة فقط، ويقدم هدايا، ويدعوهم على الغذاء، وكل مايحتاجه المواطن فهو غير جيد، ولايؤدي الغرض، وتبقى الأسر العراقية تعاني الحرمان، وماعلينا سوى أن نشكر الله أن الحكومة العراقية ماتزال تقدم الحصة التموينية الشهرية والسلة الغذائية التي لولاها لسقط النظام السياسي. ولعلهم أن يستمروا بتقديم تلك الحصص الغذائية كما هي الآن، وبهذه الجودة، ومن مناشيء مميزة. ولم نعد نطمع بغير ذلك، فلانريد العنب، بل سلتنا فقط.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين