الدكتور ناجي

12:09 - 2022-06-30
طالب المحسن

الداعي نيوز / مقالات 

الدكتور ناجي ، استاذ الاعصاب الشهير والمشغول هذه الايام ببحثه عن علاقة أطوار القمر بالعنف السائد وكذلك دراسة خصائص الدماغ المتدين، زلّت قدمه في أعلى السلم وسقط الى الاسفل بعدما ارتطم رأسه عدة مرات بالبلاطات، سقط غارقا بدمه وفاقدا للوعي.
في المستشفى استعاد وعيا مشوشا لكنه غير قادر على المشي. بعد شهر عاد الى بيته وهو على كرسي متحرك .
شلل الاطراف السفلى ليس كل مايشغل عائلته بل أن وعيه قد تغير تماما ولم تعد بحوثه تهمه بل صار يكتب قصصا على موقعه الزاخر بالالقاب العلمية والأسماء التي تحرص على كتابة شهاداتها.
استغرب حَمَلة الشهادات جنوح صاحبهم واكتفوا بمراقبة مايكتب بعدما صار يذكر اسمه عاريا من الاوسمة والنياشين.
عائلته يصرون على إن روحا أخرى سكنته ، انها روح قاص لا يعرفونه ويبذلون جهدهم للوصول اليه وراحوا يطرقون ابواب العرافات والسحرة لكنه لايؤمن بكل هذا فهو يعرف ان الفص الجبهوي قد تضرر كثيرا، غير إنه لاحظ افكار قصصه التي تراوده والتي يتعطل في نشرها يجد شخصا أخر قد كتبها أو انها مبثوثة في قصص آخرين وكأن افكاره عقد لؤلؤ انفرط لتضيع حباته هنا وهناك حتى انه قال ذات مرة : يبدو ان هنالك ثقب في جمجمتي يحدق من خلاله الاخرون ليعرفوا ما في دماغي أو ان خلايا اعصابي قد تشابكت معهم ولم يعد هنالك ما يخصني وأحيانا وهذا ما لاحظه بعد سنة من الاصابة ان الثقب في جمجمته كما يصفه، ليس فقط لتسريب الصور والافكار بل صار مدخلا مهما لاستقبال خيالات شتى حتى انه يكتفي احيانا بالاستلقاء على كرسيه المتحرك وما هي الا غفوة حتى تأتيه الكلمات والصور مثل مزنة مطر مفاجئة تبلل جسده بالقصص والحكايا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة على موقعنا تعبر عن راي كاتبها

اختيار المحررين